عيال النزهة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
عيال النزهة

منتديات عيال النزهة ترحب بكم
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 عقدة مسيو خواجة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
B - M - H 2008

B - M - H 2008


المساهمات : 173
تاريخ التسجيل : 16/03/2008
العمر : 41
الموقع : جدة

عقدة مسيو خواجة Empty
مُساهمةموضوع: عقدة مسيو خواجة   عقدة مسيو خواجة Icon_minitimeالسبت مارس 22, 2008 12:22 pm

** مسيو خواجة **

المقصود بالأجنبي هنا هو الخواجة الغربي (الأمريكي أو الأوروبي). ولقد كانت وما زالت صورته في أذهاننا معشر العرب منذ فترة طويلة صورة زاهية؛ ذلك أنه كان يمتلك قدرة ومهارة جديدة علينا، فكان يعمل في تخصصات نادرة لم يتعرف عليها المواطنون ولم يعملوا بها. ويبدو أن صورة الخواجة ارتبطت بأرامكو، بما تعنيه أرامكو من تقنية عالية وتطور جديد في مجال البترول على المجتمع السعودي في ذلك الوقت. وربما يكون أول اتصال مباشر وطويل للمواطنين البسطاء مع الخواجات كان عن طريق أرامكو؛ فكان الخواجة يبهر الناس بقدرته على تشغيل الآلات والأجهزة الجديدة وإدارتها.

لاتزال صورة الخواجة عند البعض تحتفظ بعقدة الشعور بالنقص المعرفي والعقلي ؛ وهو شعور يرتكز على الاعتقاد بأن الخواجة يملك مواهب خارقة لا يملكها سواه .

فقد نشرت إحدى الصحف السعودية خبراً بعنوان «شركات سعودية تلاحق موظفًا أمريكيًا بتهمة الاحتيال»؛ ويبين الخبر أن هناك رجلا أمريكيًا تقدم للعمل في أكثر من شركة على أنه يحمل شهادة دكتوراه في إدارة الأعمال؛ فتسابقت إليه العروض. وقد منحته إحدى الشركات 175 ألف ريال قيمة توقيع العقد، و120 ألف ريال بدل سكن، وسيارة فاخرة جديدة، وتسديد رسوم دراسة ابنته في مدرسة أمريكية في الرياض ، وتسديد فواتير هاتفه. ولم يذكر الخبر راتبه، لكني أتوقع أنه لن يكون بأقل من ست خانات . ثم تبين بعد ذلك أن قدرات هذا الشخص متواضعة وأنه يتغيب أيامًا كثيرة من دون سبب؛ وبعد مراسلتهم للجامعة التي يدعي أنه حصل على الشهادة منها اتضح لهم أنها مزورة !

ومن الواضح أن هذا الخواجة يعرف جيدًا صورته في المخيلة السعودية ، فصار يماطل، ورفض تسليم السيارة رغم متابعة عدة مكاتب للمحاماة له، فهو لا يزال -كما يقول الخبر- يسكن هانئًا في المجمع السكني وفي بطنه بطيخة صيفي ! وحينما قدم نفسه على أنه يحمل شهادة دكتوراه كان يعلم أن مجتمعنا يهتم بالشهادات أكثر من المهارة، وإلا فإن خبرته ومهارته في بلده أمريكا تهبه مزايا أكثر مما يحصل عليها من خلال الشهادة؛ ولهذا فمن الجليّ أنه يعرف ماذا يريد السعوديون، ويعرف كيف يقدّم نفسه لكي تتطابق مع الصورة الخرافية التي في أذهاننا عنه. وقد نجح في إيهام أكثر من شركة بقدراته ونجح في الحصول على مبالغ مالية يعجز عشرون من أصحاب الشهادات العليا والخبرات الحقيقية عن تحقيقها مجتمعين ( أخخخخخخخخخ يا القهر ).

المشكلة ليست في أنه شخص محتال، لأن المحتالين كثيرون وليس لهم جنسية محددة؛ لكن لكونه فقط أمريكياً أعطي كل تلك المبالغ الهائلة. ومما يجدر ذكره أن هذا الخواجة الذي نشرت قصته هو مجرد مثال لأشخاص آخرين استطاعوا الحصول على مغريات مالية ضخمة دون أن يكونوا جديرين بعشرها. وهناك قصص أخرى لأناس من جنسيات عربية يحصلون على الجنسية الأمريكية أو الكندية أو البريطانية؛ فيقدمون على وظائف في السعودية على أنهم خواجات ولايذكرون جنسياتهم الأصلية ( قليل أصل وجاحد نعمه ) ، لأنهم عرفوا اللعبة ويريدون الحصول على تلك المغريات المالية التي تعطى للخواجة. فهل وصل بنا الحال إلى هذه المرحلة ؟ .

ومما يجدر ذكره أن هذا الخواجة الذي نشرت قصته هو مجرد مثال لأشخاص آخرين استطاعوا الحصول على مغريات مالية ضخمة دون أن يكونوا جديرين بعشرها .

في مقابل صورة السيد الخواجة «المبجل» ، سنجد صورة المواطن «المسحوق » والمغلوب على أمره، وهو يقذف كالكرة المشقوقة مع ملفه الوظيفي من مكان إلى آخر. فهذه سيدة سعودية حاصلة على درجة الماجستير بتقدير ممتاز ( هاذي الكفاءة ) من جامعة أمريكية عريقة ومرشحة دكتوراه، وتحمل كفاءة وخبرة تدريس جيدة من أمريكا. تقدّمت للتدريس في إحدى الكليات الأهلية بالرياض التي لديها مكان شاغر، وقد أعجبوا بمهاراتها العلمية واللغوية واستراتيجيتها في التعليم بعد إجراء مقابلة شخصية لها. ولكن إدارة الكلية بدأت تسوّف في توظيفها وتطالبها بأوراق مختومة من أمريكا، وكلما جلبت لهم ورقة طالبوا بغيرها حتى شعرت أنهم لا يريدونها ( لأن عيونها ماهي زرج ) . ثم تقدّمت إلى جهة حكومية ظنًا منها أن الأمر سيكون أفضل، وتوظّفت لتدريس الإنجليزية في إحدى الكليات التابعة للحرس الوطني في الرياض. وهذه المرة جعلوها تعمل أكثر من شهر ولم تدفع لها رواتب ولا بدلات الدوام الإضافي ولم يصرف لها كرت عمل مع أنها تشغل وظيفة محاضرة في الكلية. ووجدت نفسها تتعامل مع رئيسة عربية تمارس أساليب غير تربوية مع الطالبات وهيئة التدريس ( للأسف هاذي مشكلتنا ما في موضوعية في التقييم )لأنها لا تريد أن يكون عندها سعوديات متميزات خشية على منصبها . وبعد فشل المحاولات الطويلة لهذه المواطنة معهم، قررت ترك العمل بعد أن حصلت فقط على جزء من أجرها، والجزء الآخر ضاع مع التسويف والتهرب المتكرر من عميدة الكلية ووكيلتها.

إننا نرى الفرق شاسعًا بين التعامل مع المواطنة حتى لو كانت شهادتها أمريكية، وبين السيد الخواجة حتى لو كانت شهادته من الشرق. الخواجة يُدفع له مقدم عقد، والمواطنة لا تحصل حتى على الراتب الذي هو حق طبيعي لها. الخواجة يدلّل ويهتم بأسرته ومصاريفه والمواطنة ليس لها إلا الوجه القبيح!

هذه المواطنة الغلبانة ليست سوى مثال لعدد كبير من المواطنين والمواطنات الذين يواجهون بسياط المهانة والبهذلة من الشركات والمؤسسات ولا يوظفون بسهولة( لأنه مش خواجة ) ، وإن وظفوا وُجدت عناصر تطفيشية كثيرة تجعلهم يكرهون العمل ويزهدون فيه. وقد يكون من أبرز الأسباب وراء ذلك كله هو كونهم أبناء هذا الوطنالغالي . هذا الوطن الذي يفترض أن يكون كريمًا على أهله بمثل ماهو سخي على غير أهله .

لاحول ولا قوة إلا بالله

حتى في بلادنا كرامة الخواجة أعز من كرامة إبن البلد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
عقدة مسيو خواجة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عيال النزهة :: المنتديات :: المنتديات العامة :: المنتدى العام-
انتقل الى: